كن شريكا في صناعة المستقبل....

كن شريكا في صناعة المستقبل....

كن شريكا في صناعة المستقبل....

د.خالد الكلالدة - رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب

نسطّر غداً محطة مفصلية من محطات بناء المستقبل السياسي الأردني، بصورته المتدرّجة مدروسة الخطى؛ سرنا فيها معا، حكومات ومعارضة، أحزابا ومؤسسات مجتمع مدني ونقابات واعلاما، لنصل سويةً الى المستقبل المشرق الذي نريد، الذي يتحاور فيه الأردنيون عبر صناديق الاقتراع، وعبر البرامج السياسية من خلال القوائم الانتخابية، ومن خلال انتخابات تُجرى وفق التشريعات الناظمة والمعايير الدولية، تطبّق فيها ضمانات حقيقية للنزاهة، ابتعدت عن الشعارات والعناوين الرنانة، أملا بأن تلقى قبول الناخب الأردني، وتعزز من صِدقية النتائج والمخرجات، ولتنتهي مرحلة من التشكيك وتدني مستوى الثقة في العملية الانتخابية، وليصل الى ميدان الرقابة والتشريع من اختاره الأردنيون بأمانة ونزاهة وحياد.

غداً، يقف ما يزيد عن سبعين الف أردنية وأردني في مراكز الاقتراع والفرز، أدوا القسم بأن يحافظوا على نزاهة العملية الانتخابية، وأن يقوموا بواجباتهم بأمانة، وبعدما تلقوا التدريب اللازم، وفق أحدث البرامج التدريبية، وينتشر ما يقرب من العشرة الاف متطوعة ومتطوع من الشباب الوطني الأردني، ليكونوا عونا لكل محتاج امام مراكز الاقتراع والفرز، ليكتمل مشهد الفرح الوطني بشبابه وبناته، ولا أخفي أننا في «الهيئة المستقلة للانتخاب» نترقب غداً نتائج التخطيط المسبق، والتدريب والتأهيل وبناء الخبرات لكوادرنا، هذه الخبرات الوطنية، التي تحملت عناء العمل تحت الضغط، وأثبتت أنها من « أهل العزم»، فتجاوزت كل انتقاد غير ذي فائدة، ودرست وراجعت كل نقد بنّاء يسعى الى تجويد العملية الانتخابية، لتثبت الهيئة نهج التشاركية والشفافية في عملها، وتثبت أننا في الأردن نستحق هيئة دستورية مستقلة دائمة، تسعى الى تطوير أدائها وصولا نحو التميّز.

غدا، سنقف في الهيئة المستقلة للانتخاب على مسافة واحدة من الجميع، ناخبين ومرشحين، لنقول: عملنا ما علينا وسنخرج ما تقدمون، «فالكرة» في ملعبكم أنتم، فأنتم من يحدد شكل المجلس النيابي المقبل، بتوجهكم نحو صناديق الاقتراع، واختيار القائمة التي تتفقون وبرنامجها الانتخابي، وتختارون من مرشحيها من تثقون بقدرته على تحقيق هذا البرنامج، وإن لم تجدوا من يمثلكم في دائرتكم، شاركوا ولو بورقة غير مؤشر عليها، بيانا لموقفكم السياسي، وإشعالا منكم للشمعة، ومشاركة منكم في صنع القرار، بدلا من الجلوس في المنزل، على حساب الهمّ الوطني، والانتقاد لاحقا لأشكال المجالس النيابية وأدائها.

الأمل اليوم يقع على عاتق الشباب الأردني، ليبدأ خطوات صناعة مستقبله، وفق قانون متطوّر، يسهم في تنمية الحياة السياسية والحزبية الأردنية، ليضعوا لبنة جديدة من لبنات الأردن النموذج الذي نريد؛ الأردن الذي ينتخب في وسط هذا الاقليم.

اليوم، ونحن نترقب مضي الاستحقاق الديمقراطي الأردني وفق ما عهدنا الأردنيين عليه، لنأمل أن نتقبل النتائج بصدر رحب، فهي مخرجاتكم، وهي اختيار الناخبين، دون تدخل أو توجيه، و لنساهم جميعا في تقديم صورة الأردن الذي نريد أمام العالم أجمع، بما يليق بحجم الحوار السياسي الأردني الناضج، البعيد عن التشنّج، ونبذ الآخر.

ختاما؛ أشكر كل من كان شريكا حقيقيا للهيئة المستقلة للانتخاب، في الوصول الى هذا اليوم، من حكومة وجهات مانحة، ومراقبين ومؤسسات مجتمع مدني، والقطاع الخاص والهيئات رسمية، على كل الدعم الذي قدّم للهيئة، لنتجاوز معا كل التحديات التي واجهتنا،كما أخصّ بالشكر كافة وسائل الاعلام التي تبنّت مسؤولياتها الوطنية في دعم تعزيز المشاركة الشعبية وتبسيط قانون الانتخاب للأردنيين.

وفقنا الله واياكم، بأن نكون على حجم ثقة صاحب الجلالة الهاشمية بنا جميعا، ولنشهد من جديد « الأردن ينتخب» ويتحاور .. وينتج وفق صناديق الاقتراع.